الأربعاء، 18 أبريل 2012

تشيلسى وبرشلونة فى قمة الدور قبل النهائى لدورى الأبطال الأوربى


تتجة انظار مشجعى كرة القدم فى جميع أنحاء العالم اليوم إلى ملعب "ستامفورد بريدج" معقل نادى تشيلسى بإنجلترا لمشاهدة أقوى لقاء فى الدور قبل النهائى لدورى الأبطال الأوربى بين فريقى تشيلسى الإنجليزى وحامل اللقب من العام الماضى فريق برشلونة الإسبانى العملاق .
يعود الفريق الكتالونى من جديد بذكريات الهدف الأسطوري "لأندريس إنييستا" إلى ملعب ستامفورد بريدج معقل غريمه الأوروبي تشيلسي الإنجليزي ليلتقي به في مواجهة نارية باتت محط أنظار العالم أجمع من عشاق الساحرة المستديرة منذ أوقعتهما القرعة في صدام مباشر بنصف نهائي بطولة دوري أبطال أوروبا.
لا يوجد أنسب من كلمة "الثأر" لتوضع عنوانا لتلك القمة الملتهبة، فتاريخ السادس من مايو 2009 لا يمكن أن ينساه أي من مشجعي الفريقين، وهي ذكرى آخر لقاء جمع بينهما على نفس الملعب اللندني، ففيه وضع البرسا حجر الأساس في أسطورته الكروية بقيادة الجيل الذهبي لميسي ورفاقه في أول موسم للفيلسوف الحكيم بيب جوارديولا، وفيه ايضاً ودع "البلوز" حلم التتويج القاري للمرة الأولى بسبب ظلم تحكيمي صارخ كما يؤمن مشجعوهم حتى اليوم.
وبالعودة إلى شريط الذكريات، فإن برشلونة وتشيلسي إلتقيا في نفس الدور في نسخة 2009 ، ولكن مع اختلاف أماكن لقائي الذهاب والإياب، فكانت المباراة الأولى بملعب البلاوجرانا في كامب نو، وفيها نجح رفاق دروجبا في الخروج سالمين من أرض كتالونيا بالتعادل السلبي، لتتسنى لهم الفرصة لحجز بطاقة التأهل الى نهائي ويمبلي عبر بوابة ستامفورد بريدج.
وحين تجدد الموعد في الإياب تقدم الغاني مايكل إيسيان بهدف صاروخي وضع به الفريق الأزرق قدما في النهائي للمرة الثانية على التوالي بعد خسارته نهائي نسخة 2008 امام مواطنه مانشستر يونايتد بركلات الترجيح.
ورغم التقدم، استشاطت جماهير البلوز غضبا بسبب تغاضي حكم المباراة النرويجي توم هينينج أوفريبو عن احتساب "أربع ركلات جزاء" لفريقهم كما يعتقدون، ما جعل المجال متسعا لقدم إنييستا لتسجيل هدف التعادل التاريخي في الدقيقة 93 من اللقاء، والذي كان بمثابة طعنة في جسد كل مشجع تشيلساوي في تلك الليلة الحالكة.

وبسبب تلك المباراة لا يزال الحكم أوفربيو يتلقى تهديدات بالقتل حتى اليوم من جماهير الفريق الإنجليزي، وهو الذي اعترف بنفسه بأنه ارتكب اخطاء لا تغتفر في تلك الليلة، والتمس العذر من مشجعي تشيلسي، وقد علقت بذهنه مشاهد الاعتراضات الجنونية لدروجبا وبالاك وبوسينجوا.
ويضم تشيلسي بين صفوفه ثمانية لاعبين ممن شاركوا في اللقاء الملحمي الأخير، مما يزكي روح الثأر فيهم، وهم بيتر شيك وجوزيه بوسينجوا وجون تيري وأشلي كول ومايكل ايسيان وفرانك لامبارد وفلوران مالودا وديدييه دروجبا.
كما لا يزال برشلونة محتفظا بالقوام الأساسي من نجومه الذين عايشوا نشوة 2009 وهم فيكتور فالديس وداني ألفيش وجيرارد بيكيه وسرجيو بوسكيتس وسيدو كيتا وتشافي هرنانديز وأندريس إنييستا وليونيل ميسي، ويضاف اليهم إريك أبيدال المصاب.
ولم يخسر تشيلسي على يد فريق إسباني في البطولة الأوروبية منذ 2006 ،ما يمثل عاملا محفزا له في قمة الاربعاء.
وبالعودة الى الحاضر، فإن تشيلسي استغل سيناريو تلك الواقعة اعلاميا من خلال تصريحات لاعبيه الثأرية للضغط على حكم مباراة الغد الألماني فيليكس بريتش وتحميله عبئا نفسيا لمنع اي مجاملات للضيف الكتالوني المتهم في الآونة الاخيرة من خصومه بربح كثير من النقاط بسبب تحيز الحكام.
وبعيدا عن ذلك، فإن برشلونة يتفائل دوما بزياراته الى لندن، ففيها توج بلقبها القاري الأول عام 1992 على ملعب ويمبلي الأسطوري، وعلى نفس أرضيته ايضا رفع كأس النسخة الاخيرة، كما أن زيارته الاخيرة لمعقل تشيلسي كللت موسمه التاريخي بالتتويج بسداسية غير مسبوقة.
وتعد هذه هي المرة الخامسة التي يتقابل فيها الفريقان في الادوار النهائية لدوري الابطال، إذ يتفوق برشلونة بالتأهل ثلاث مرات مقابل مرة واحدة لتشيلسي.
وبعد 12 عاما من التقائهما وجها لوجه على المستطيل الأخضر، يعود بيب جوارديولا ليلتقي بخصمه روبرتو دي ماتيو في معركة مشتعلة خارج الخطوط، بعد أن شاءت الاقدار أن يقودا نفس الفريقين اللذين لعبا بقميصهما في معركتهما الأولى.
كان برشلونة يبحث عن لقبه الثاني في بطولة دوري أبطال أوروبا في نسخة 1999-2000 ، وكان متسلحا بعدد من نجومه المميزين آنذاك، امثال البرازيلي ريفالدو والهولندي باتريك كلويفرت والبرتغالي لويس فيجو، كما كان جوارديولا بمثابة ترمومتر خط الوسط.
وعلى بعد امتار من جوارديولا، كان الإيطالي دي ماتيو يحمل لواء خط المنتصف لتشيلسي الإنجليزي، الذي لم يكن من فرق الصفوة آنذاك، ودخل في سجال مستمر مع اللاعب الكتالوني في مباراتي ذهاب وإياب دور الثمانية للبطولة.
تفوق الفريق اللندني بقيادة مهاجمه النرويجي المتألق توري أندر فلو في الذهاب بمعقله ستامفورد بريدج بنتيجة 3-1 ، ما منحه الأفضلية في التأهل لنصف النهائي، لكن ابناء المدرب الهولندي لويس فان جال آنذاك قبلوا التحدي في كامب نو، ونجحوا في الفوز في الوقت الأصلي بنفس نتيجة الذهاب، وحين احتكما الى وقتين إضافيين، كان الانتصار الساحق 5-1 حليف رفقاء جوارديولا، ليودع فريق دي ماتيو البطولة.
وكان دي ماتيو قد حمل على عاتقه مسئولية قيادة البلوز بصفة مؤقتة عقب الإطاحة بالمدرب البرتغالي فيلاش بواش، لكنه حقق نتائج مبهرة على الصعيدين المحلي والأوروبي، حيث تخطى عقبتي نابولي الإيطالي وبنفيكا البرتغالي في دوري ثمن وربع النهائي، ليقوده الى المربع الذهبي لمواجهة البرسا الثأرية.
أما جوارديولا فيطمح للاحتفاظ باللقب القاري للمرة الثانية على التوالي والثالثة في تاريخه، محاولا تعويض فرصه الضئيلة في التتويج بالليجا.
وتسلط الاضواء على الساحر الأرجنتيني ليونيل ميسي الهداف التاريخي للبرسا، حيث تعول عليه جماهير فريقه أن يلعب كعادته دور المنقذ والمخلص بلدغاته التي لا قلما تجد من يوقفها، وهي المهمة المعقدة التي سيتحملها جون تيري وديفيد لويز أو بديله جاري كاهيل أو إيفانوفيتش.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

بحث

Loading