قلوب وأنظار عشاق الساحرة المستديرة في كل أنحاء العالم تتجه اليوم الاثنين صوب مدينة زيوريخ السويسرية لمتابعة ليلة التتويج والختام الحقيقي لعام 2013 الكروي والبداية المثيرة لعام 2014 عندما يقيم الاتحاد الدولي لكرة القدم -فيفا- حفله السنوي لتوزيع الجوائز الأفضل في عالم كرة القدم لعام 2013 .
وبعد ثلاثة أعوام متتالية ، فرضت كرة القدم الأسبانية وفريقى برشلونة وريال مدريد قطبا الكرة الأسبانية سيطرتهم على حفل جوائز الفيفا ، تترقب الكرة الألمانية نصرا جديدا على نظيرتها الأسبانية عبر هذا الحفل.
ويدخل الصراع على أبرز جوائز العام اثنان من نجوم الدوري الأسباني هما الأرجنتيني ليونيل ميسي الذي ساهم بقدر وافر في استمرار مسيرة برشلونة الرائعة من خلال الفوز مع الفريق بلقب الدوري الأسباني والبرتغالي كريستيانو رونالدو الذي صال وجال مع فريق ريال مدريد على مدار العام وهز شباك المنافسين بعشرات الأهداف كما لعب الدور الأبرز في تأهل المنتخب البرتغالي لنهائيات كأس العالم 2014 بالبرازيل.
ويتنافس الاثنان مع الفرنسي فرانك ريبيري نجم فريق بايرن ميونيخ الألماني وصاحب النصيب الوافر من الترشيحات للفوز بالجائزة هذه المرة.
ورغم الأداء الرائع لرونالدو في الموسم الماضي واستمراره في الموسم الحالي وفوز ميسي مهاجم برشلونة بلقب الدوري الأسباني وصعودهما مع منتخبي بلادهما لنهائيات كأس العالم ، يبدو ريبيري هو الأوفر حظا في المنافسة على جائزة الكرة الذهبية هذه المرة في ظل الإنجازات الرائعة والأرقام القياسية العديدة التي حققها اللاعب مع بايرن والجوائز التي أحرزها على المستوى الشخصي في عام 2013 .
وعلى عكس ما كان عليه الحال في الأعوام الأربعة الماضية ، تبدو فرصة ميسي /26 عاما/ متواضعة للغاية في الفوز بالجائزة للمرة الخامسة على التوالي بعدما احتكر الجائزة في الأعوام الأربعة الماضية.
وإذا ذهبت الجائزة لميسي هذه المرة أيضا ، سيعزز النجم الأرجنتيني رقمه القياسي الذي يتفوق به على جميع النجوم الفائزين بالجائزة سابقا لأنه كان أول من أحرز الجائزة أربع مرات ويحلم بالجائزة الخامسة على التوالي.
وقبل 12 شهرا فقط ، اجتاز ميسي إنجاز الثلاثي الهولندي يوهان كرويف والفرنسي ميشيل بلاتيني والهولندي الآخر ماركو فان باستن الذين سبق لكل منهم الفوز بالجائزة ثلاث مرات حيث أحرز الجائزة للمرة الرابعة وأصبح أول لاعب يفوز بالجائزة أربع مرات متتالية حيث تفوق على إنجاز بلاتيني الذي فاز باللقب ثلاث مرات متتالية.
وبينما سيكون فوز ميسي بالجائزة مجددا خلال حفل الغد بصمة جديدة بارزة لهذا النجم الساحر في سجلات كرة القدم وفي سجلات الأرقام القياسية ، فإنه سيثير جدلا هائلا في أوساط الساحرة المستديرة خاصة وأن اللاعب لم يكن بالفعالية والتأثير في 2013 التي كان عليها منافساه رونالدو وريبيري.
وجاء تمديد فترة التصويت على الجائزة لما بعد الملحق الأوروبي الفاصل لتصفيات مونديال 2014 ليعزز فرص وآمال رونالدو في الفوز بالجائزة بعد أهدافه الأربعة التي قاد بها المنتخب البرتغالي للفوز الرائع والثمين 4/2 على نظيره السويدي في الملحق ليحجز مقعده في النهائيات.
لكن نقطة الضعف التي تهدد فرص رونالدو في الفوز بالجائزة تكمن في عدم إحرازه أي لقب مع الريال على مدار 2013 حيث حل ثانيا مع الفريق في الدوري الأسباني خلف برشلونة وثانيا في كأس ملك أسبانيا بالخسارة في النهائي أمام أتلتيكو مدريد كما احتل رونالدو المركز الثاني في قائمة هدافي الدوري الأسباني في الموسم الماضي برصيد 34 هدفا مقابل 46 لميسي.
وفي المقابل ، يبدو ريبيري هو صاحب الإنجاز الأكبر في 2013 من بين الثلاثي المرشح للجائزة حيث أحرز اللاعب مع بايرن خمسة من ستة ألقاب متاحة في هذا العام بإحراز الثلاثية التاريخية (دوري وكأس ألمانيا ودوري أبطال أوروبا) وكأس السوبر الأوروبي وكأس العالم للأندية ولم يفلت منه سوى كأس السوبر الألماني بالهزيمة أمام بوروسيا دورتموند.
ويدخل المدربان المعتزلان سير أليكس فيرجسون والألماني يوب هاينكس في سباق محتدم على جائزة أفضل مدرب في العالم لعام 2013 مع الألماني الآخر يورجن كلوب المدير الفني لبوروسيا دورتموند.
ومن الصعب ترجيح كفة أي من المدربين الثلاثة أو التكهن بهوية الفائز في هذا الاستفتاء بعدما قدم هاينكس موسما أسطوريا مع بايرن وقاد فيرجسون مانشستر يونايتد للقب الدوري الإنجليزي وقاد كلوب فريق دورتموند لنهائي دوري أبطال أوروبا على حساب ريال مدريد الأسباني كما فاز بلقب كأس السوبر الألماني على حساب بايرن.
ويشترك الفيفا مع مجلة "فرانس فوتبول" الفرنسية الرياضية منذ عام 2010 في تقديم جائزة الكرة الذهبية بعدما ظلت جائزة الفيفا لسنوات عديدة منفصلة عن جائزة "الكرة الذهبية" التي تقدمها المجلة الفرنسية والتي ظهرت قبل استفتاء الفيفا بسنوات طويلة.
وكانت جائزة الكرة الذهبية المقدمة من المجلة الفرنسية قاصرة على أفضل لاعب في أوروبا ولكنها امتدت بشكل تلقائي وتدريجي في السنوات الأخيرة لتصبح لأفضل لاعب في العالم في ظل استحواذ الأندية الأوروبية على أفضل اللاعبين في كل أنحاء العالم ومن مختلف الجنسيات.
وفي ظل التضارب بين الجائزة التي يقدمها الفيفا لأفضل لاعب في العالم بعد استفتاء يشارك فيه مدربو وقادة جميع منتخبات العالم وجائزة "فرانس فوتبول" التي تأتي نتيجة استفتاء بين أبرز المحررين الرياضيين في أوروبا والعالم ، كان من الطبيعي أن تندمج الجائزتان خاصة بعدما كانتا تتفقان في كثير من الأحيان على لاعب واحد في كل عام.
وتستمر الشراكة بين الفيفا و"فرانس فوتبول" للعام الرابع على التوالي حيث قسمت عملية التصويت لاختيار الفائز بالكرة الذهبية بين ثلاث جهات بالتساوي حيث يشارك في عملية التصويت المديرون الفنيون لجميع منتخبات العالم وكذلك قادة كل من هذه المنتخبات إضافة إلى مجموعة الصحفيين والنقاد الرياضيين الذين تختارهم "فرانس فوتبول" وذلك بنسبة 33 بالمئة لكل من هذه العناصر الثلاثة (المدربون وقادة الفرق والصحفيون) .
وبعدما اقتصرت قائمة المرشحين لجائزة الكرة الذهبية لعام 2010 على ثلاثة لاعبين من برشلونة وهم تشافي هيرنانديز وإنييستا وميسي واقتصرت قائمة المرشحين للحصول على جائزة 2011 وكذلك 2012 على ثلاثة لاعبين من الدوري الأسباني أيضا وهم تشافي وميسي ورونالدو في 2011 وميسي ورونالدو وإنييستا في 2012 ، كسر ريبيري الهيمنة الأسبانية وأدخل الكرة الألمانية إلى حلبة الصراع.
وبعدما غاب الحظ عن البرازيلية مارتا الفائزة بجائزة أفضل لاعبة في العالم خمس مرات سابقة في الصراع على هذه الجائزة في عام 2012 والتي فازت بها الأمريكية آبي وامباتش متفوقة على مواطنتها أليكس مورجان ومارتا ، تعود النجمة البرازيلية مجددا إلى دائرة الصراع على الجائزة لعام 2013 مع وامباتش والألمانية نادين أنجيرير.
كما يشهد الحفل غدا الإعلان عن الفائز بجائزة أفضل مدرب أو مدربة في عالم كرة القدم النسائية لعام 2013 وتشهد منافسة بين المدربة السويدية بيا سوندهاج مدربة المنتخب الأمريكي سابقا والمنتخب السويدي حاليا والألماني رالف كيلرمان مدرب فولسبورج الألماني ومواطنته سيلفيا نايد مدربة المنتخب الألماني.
وكما يشهد الحفل توزيع جائزة اللعب النظيف وجائزة "بوشكاش" التي تقدم لصاحب أفضل هدف في عام 2013 والجائزة الرئاسية المقدمة من السويسري جوزيف بلاتر رئيس الفيفا كما يعلن خلال الحفل تشكيل منتخب العالم لعام 2013 والمقدمة من الفيفا والاتحاد الدولي للاعبي كرة القدم المحترفين (فيفبرو) طبقا للتصويت الذي شارك فيه متصفحو موقع الفيفا على الانترنت والذي يستمر حتى الغد.
ويتنافس البرازيلي نيمار دا سيلفا نجم برشلونة الأسباني والسويدي زلاتان إبراهيموفيتش مهاجم باريس سان جيرمان الفرنسي والصربي نيمانيا ماتيتش لاعب بنفيكا البرتغالي على جائزة بوشكاش وذلك عن هدف نيمار للمنتخب البرازيلي في شباك اليابان في كأس القارات 2013 بالبرازيل وهدف إبراهيموفيتش للسويد في مرمى إنجلترا وهدف ماتيتش لبنفيكا في مرمى بورتو البرتغالي.
ويفرض لاعبو المنتخب الأسباني ونجوم الدوري الأسباني أسماءهم بقوة في الصراع الدائر على المراكز ال11 المختلفة في تشكيلة منتخب العالم لعام 2013 .