فى حفل كبير متوقع أن يكون أكثر من رائع تتجه أنظار الملايين من عشاق الساحرة المستديرة حول العالم صوب منتجع "كوستا دو ساوبي" القريب من مدينة سالفادور البرازيلية لمتابعة فعاليات حفل إجراء قرعة بطولة كأس العالم 2014 لكرة القدم بالبرازيل الجمعة.
وترغب البرازيل بشدة فى استعراض جمال سواحلها والتنوع الذي تتمتع به طبيعة مدنها من خلال إقامة الحفل في هذا المنتجع الساحلي بولاية باهيا والذي يشهد خطوة مهمة للغاية على طريق المونديال الذي تستضيفه البرازيل في 12 مدينة مختلفة خلال الفترة من 12 يونيو إلى 13 يوليو المقبلين.
وقال جيروم فالكه سكرتير عام الاتحاد الدولي للعبة (فيفا) :"الأمر السار هو أن اللعبة نفسها ونجومها سيجذبون إليهم الأضواء الآن بعدما كانت هذه الأضواء مسلطة على العمل الجاد والصعوبات وأحيانا على الانتقادات الخاطئة خلال فترة الاستعدادات للبطولة".
وأضاف :"أكبر البطولات والأحداث الرياضية تمثل منصة للفرص العظيمة للدول المضيفة ولكنها تجذب إعجاب مليارات المشجعين في جميع أنحاء العالم".
واستثمر الفيفا نحو ثمانية ملايين دولار في حفل القرعة الذي سيبث تلفزيونيا حول العالم والذي يتضمن استعراضا لمدة 90 دقيقة يشارك فيه العديد من نجوم الفن والموسيقى بالبرازيل.
وينتظر أن يقدم هذا الحفل إلى المشجعين حول العالم "مذاقا لكل ما تقدمه البرازيل".
ويقدم منتجع كوستا دو ساوبي خلفية عن الجنة السياحية والكثبان الرملية وأشجار النخيل والبحيرات الضحلة وغابة الأطلس والمحيط الأطلسي باعتبارها جميعا مشاهد متاخمة لمكان إجراء القرعة التي يتوقع أن تمثل لمحة هائلة من الإثارة المتوقعة في هذا المونديال.
ويشارك في إجراء القرعة العديد من النجوم الكبار السابقين مثل الأسطورة البرازيلي بيليه والفرنسي زين الدين زيدان والألماني لوثار ماتيوس.
كما سيحضر القرعة، في هذا المقر الذي أنشئ خصيصا لها، نحو خمسة آلاف مسؤول وصحفي وضيف.
وانتظرت البرازيل 64 عاما لاستضافة كأس العالم للمرة الثانية على أرضها بعدما خسرت أمام منتخب أوروجواي 1/2 على استاد "ماراكانا" العريق بمدينة ريو دي جانيرو في المباراة الختامية لمونديال 1950 بالبرازيل.
ولم تمح كل هذه السنوات من ذاكرة كرة القدم البرازيلية هذه اللطمة الهائلة التي تلقاها الفريق والتي أطلق عليها لقب "ماراكانازو".
ولكن المنتخب البرازيلي (راقصو السامبا) بقيادة المدرب لويز فيليبي سكولاري يتطلعون إلى البطولة وينظرون إلى الأمام أكثر منه إلى الماضي حيث يحلم الفريق بإحراز اللقب العالمي السادس.
وكان الإقبال هائلا للغاية على تذاكر مباريات البطولة والتي بلغ عددها نحو ثلاثة ملايين تذكرة.
وخلال المرحلة الثانية لبيع التذاكر ، نفدت 200 ألف تذكرة في غضون ساعات رغم أن الفيفا حدد لهذه المرحلة 17 يوما.
وحتى الآن ، بلغ عدد التذاكر المباعة أكثر من مليون تذكرة بعدما نفدت 890 ألف تذكرة في المرحلة الأولى وحدها.
ولكن المشجعين سيحتاجون لإنفاق الكثير على الإقامة في البرازيل خلال فترة البطولة بعدما ارتفعت أسعار الإقامة في الفنادق لثلاثة أمثالها رغم الوعود الحكومية بكبح جماح الأسعار خلال فترة البطولة.
كما تواجه البرازيل تحديا آخر وهو ارتفاع أسعار تذاكر الطيران الداخلي والخدمات اللوجيستية للتنقل بين مدن هذه الدولة شاسعة المساحة والتي يبلغ تعدادها السكاني نحو 200 مليون نسمة إضافة لإمكانية عدم اكتمال بعض مشروعات البنية الأساسية في الموعد المحدد قبل انطلاق فعاليات البطولة.
ولكن المخاوف من عدم اكتمال بعض الاستادات الـ12 التي تستضيف مباريات البطولة لم تعد هائلة مثلما كانت قبل عام واحد.
ورغم هذا ، ارتفعت تكاليف بناء معظم المشروعات الخاصة بالبطولة والبنية الأساسية عما كان مخططا لها في البداية.
كما جاء الحادث الذي شهده استاد ساو باولو الأسبوع الماضي ليوجه التركيز مجددا على مدى استعداد وجاهزية البرازيل لاستضافة البطولة خاصة وأن هذا الاستاد سيستضيف المباراة الافتتاحية للبطولة والمقررة في 12 يونيو المقبل.
وأقيمت فعاليات بطولة كأس القارات منتصف عام 2013 في ست من هذه الاستادات مما يعني جاهزيتها لاستضافة المباريات.
ولكن التأخير في العمل طال استاد كورينثيانز في ساو باولو واستادات مدن كويابا وكوريتيبا وماناوس لتصبح هذه الاستادات الأربعة مهددة بعدم اكتمال العمل فيها قبل المهلة النهائية المحددة من قبل الفيفا وهي 31 ديسمبر الحالي.
ولكن القلق الأكبر لكل من المنظمين في البرازيل ومسؤولي الفيفا ينبع من حالة السخط الجماهيري التي اندلعت معها الاحتجاجات العنيفة في الشوارع خلال استضافة البرازيل لكأس القارات وذلك احتجاجا على ارتفاع الأسعار وفضائح الفساد.
ويطالب المحتجون والمتظاهرون في البرازيل بتحسين الخدمات الصحية والتعليمية والمعيشية كما صبوا جام غضبهم على الإنفاق الهائل والاستثمارات الكبيرة التي ضختها البرازيل في الاستعدادات لبطولة كأس العالم 2014 وأولمبياد ريو دي جانيرو 2016 .
وأضرت مشاهد العنف من قبل المشجعين وقوات الأمن بالصورة العامة للبرازيل رغم تأكيدات المنظمين على مساندة معظم البرازيليين لإقامة المونديال في بلادهم.
وقال وزير الرياضة البرازيلي ألدو ريبيلو حديثا إنه لا يتوقع تكرار مثل هذه الاحتجاجات خلال استضافة البرازيل للمونديال.
وقال ريبيلو :"أعتقد أن بطولة كأس العالم ستحظى بالحماية من خلال رغبة الشعب البرازيلي في مساندة هذا الحدث العظيم. الأجواء ستتسم بالطابع الاحتفالي وليس الاحتجاجي مع بدء توافد المنتخبات والسائحين إلى البرازيل".
ويأمل الفيفا أن يكون هذا التوقع من ريبيلو صحيحا بعد الانتقادات الهائلة التي وجهت للفيفا خلال كأس القارات.