هزيمة قاسية ومؤلمة لريال مدريد أمام برشلونة في كلاسيكو الأرض بثلاثية نظيفة في سانتياجو برنابيو، أكّد معاناة "الفريق الملكى" في الموسم الحالي، وجمّد رصيد فريق الريال بالدوري المحلي عند 31 نقطة في المركز الرابع بجدول الترتيب، بفارق شاسع خلف غريمه برشلونة متصدر الترتيب برصيد 45 نقطة، لتتراجع بقوة آمال الحفاظ على لقب الدوري.
الموسم الهزيل لفريق ريال مدريد، والذي امتد لدوري أبطال أوروبا أيضًا، حيث احتل العملاق الإسباني مركز الوصيف بمجموعته خلف توتنهام هوتسبر الإنجليزي، وتلقى أمامه هزيمة قاسية بثلاثة أهداف مقابل هدف في ستاد ويمبلي، عزز التوقعات بإبرام صفقات ضخمة في الصيف المقبل، امتدادًا لمنهج فلورنتينو بيريز رئيس ريال مدريد، الذي اعتاد على إنقاذ الفريق بإنفاق مهول في أكثر من مناسبة منذ 17 عامًا.
مبكرًا وقبل الوصول لمنتصف الموسم، ربطت تقارير عديدة أكثر من نجم بالانتقال لفريق ريال مدريد، لتعزيز صفوف الميرينجي في الموسم المقبل، وكان الثنائي محمد صلاح نجم ليفربول وإيدين هازار نجم تشيلسي أبرز الأسماء التي ارتبطت بانتقال وشيك لصفوف ريال مدريد لتدعيم تشكيلته قبل أن تتطور الأمور إلى الأسوأ.
انتقال النجمين سويًا لصفوف الفريق الإسباني كان مستبعدًا نظرًا للمبالغ الضخمة التي سيطلبها الناديان الإنجليزيان للتخلي عن اللاعب الأبرز في صفوف كل منهما، وهو ما جعل الصحافة الإسبانية تتكهن بمفاضلة بينهما تستمر حتى نهاية الموسم، ليحسم ريال مدريد الأمر في الصيف المقبل بالتعاقد مع أحدهما، إلى جانب بعض الصفقات الأخرى الأقل سعرًا.
لكن النتيجة الثقيلة التي تلقاها ريال مدريد وسط أنصاره أمام خصمه الأبرز قد تغيّر الكثير من الأمور، نظرًا لتاريخ بيريز في مثل هذه المواقف، والمتعلق بكبرياء شخصي للرئيس المثير للجدل، والذي يسعى دومًا لتجاوز أزمات الفريق الملكي بإبرام صفقات ضخمة لا تخلو من الجانب الدعائي له ولناديه.
الولاية الأولى
اعتلى فلورنتينو بيريز عرش الرئاسة في ريال مدريد للمرة الأولى عام 2000، ورغم أن ريال مدريد كان بطلًا لأوروبا في ذلك العام، إلا أن الوضع المحلي المتواضع للفريق الملكي باحتلال المركز الخامس في جدول ترتيب دوري الدرجة الأولى الإسباني دفع بيريز لإثبات قدرته على إنعاش صفوف فريق العاصمة الإسبانية على طريفته الخاصة، بإبرام تعاقدات قوية في ميركاتو الصيف.
أنفق بيريز 122 مليون يورو في ذلك الوقت، وهو المبلغ الذي كان ضخمًا للغالية مقارنة بمعدلات الإنفاق في سوق انتقالات اللاعبين، وكانت الصفقة الأبرز من نصيب البرتغالي لويس فيجو الذي نجح بيريز في فسخ عقده مع برشلونة مقابل 60 مليون يورو، كأغلى صفقة في التاريخ، كما تعاقد مع البرازيلي فلافيو كونسيساو مقابل 25 مليون يورو بعد موسم تاريخي للمهاجم الذي قاد ديبورتيفو لاكرونيا إلى تتويج استثنائي بلقب الليجا، وتعاقد أيضًا مع لاعب الوسط البارز في ذلك الوقت ميكاليلي من صفوف سلتا فيجو.
محاولة "إنعاش" في 2005
شهد موسم 2004/2005 استفاقة ملفتة لفريق برشلونة بقيادة نجمه البرازيلي رونالدينيو، ليُتوج بلقب الدوري على حساب ريال مدريد، كما ودع ريال مدريد دوري أبطال أوروبا على يد يوفنتوس الإيطالي في الدور الثاني.
قرر بيريز إنعاش صفوف فريقه بصفقات مميزة كان أبرزها ثنائي إشبيلية سيرخيو راموس وجوليو بابتيستا بعد أدائهما الملفت الذي ساهم في تتويج الفريق الأندلسي بكأس الاتحاد الأوروبي، ودفع ريال مدريد 47 مليون يورو للفوز بخدمات الثنائي، كما دفع 25 مليون يورو لاقتناص خدمات البرازيلي روبينيو لاعب سانتوس الذي أبهرت موهبته العالم في ذلك الوقت وتم تشبيهه بالأسطورة بيليه.
صفقات "العودة" في 2009
غادر بيريز مقعد الرئاسة في ريال مدريد قبل أن يعود في ولاية جديدة عام 2009 بعد موسم ودع فيه ريال مدريد دوري أبطال أوروبا بشكل مهين، بالسقوط أمام ليفربول برباعية نظيفة في الدور الثاني، وحل وصيفًا في الدوري بفارق 9 نقاط خلف برشلونة.
على طريقته الخاصة قرر بيريز حفظ كبرياء فريقه بموسم انتقالات تاريخي، تعاقد فيه مع اثنين من أبرز نجوم الكرة الأرضية في ذلك الوقت وهما البرتغالي كريستيانو رونالدو نجم مانشستر يونايتد الإنجليزي مقابل 94 مليون يورو، والبرازيلي كاكا نجم إيه سي ميلان الإيطالي مقابل 65 مليون يورو، كما تعاقد مع الفرنسي كريم بنزيمة مقابل 35 مليون يورو والإسباني تشابي ألونسو مقابل نفس الرقم.
حل عقدة الأبطال يساوي 175 مليون يورو
تعاقد بيريز عام 2010 مع البرتغالي جوزيه مورينيو صاحب المسيرة المميزة في دوري أبطال أوروبا مع أكثر من فريق لمحاولة اقتناص البطولة الأوروبية الأغلى، إلا أن المدرب البرتغالي لم ينجح في التتويج القاري رغم الوصول إلى الدور نصف النهائي 3 مرات متتالية.
ورغم تواجد العديد من النجوم المميزين في الفريق إلا أن بيريز وجد الحل كعادته في إبرام صفقات من عيار ثقيل بعد رحيل مورينيو في 2013، كلفت النادي الإسباني 175 مليون يورو، وكان أبرزها صفقة الويلزي جاريث بيل نجم توتنهام هوتسبر، الذي انضم في صفقة لم يتم الإعلان عن قيمتها المادية، إلا أن مصادر مقربة من النادي الملكي أكدت وصول قيمتها إلى 100 مليون يورو، كما تعاقد مع الموهوب الإسباني إيسكو أفضل موهبة صاعدة في العالم في ذلك الوقت مقابل 30 مليون يورو حصل عليها فريقه مالاجا، ودفع 32 مليون يورو للتعاقد مع صاعد آخر هو إيارامندي لاعب ريال سوسيداد.