مفاجئة صادمة عاشها أهل مدينة الإمساعيلىة مساء أمس الأربعاء لم يكن يتوقعها أحد، فبرغم تصدر فريقهم الإسماعيلى جدول مسابقة الدورى ويقدم أفضل مستوى له منذ 10 سنوات، فاجأ الفرنسي "سباستيان ديسابر" المدير الفني السابق لفريق الإسماعيلي جماهير الكرة المصرية برحيل غير متوقع عن مقعد القيادة الفنية لقلعة الدراويش، خاصة وأن رحيله جاء عقب صافرة نهاية مواجهة مميزة اكتسح فيها الإسماعيلي ضيفه الرجاء بخماسية نظيفة في الدوري المصري الممتاز، في مباراة أكملت مسيرته المبهرة في الموسم الحالي، الذي يشهد تصدر فريق المدينة الساحلية لجدول ترتيب المسابقة المحلية المصرية.
وزادت الوجهة المقبلة لسباستيان ديسابر من مفاجأة القرار، حيث تم تقديمه اليوم رسميًا كمدير فني للمنتخب الأوغندي، الذي لا يتمتع بتاريخ كبير في القارة السمراء، والذي عانى من تخبط شديد خلال مشواره في التصفيات المؤهلة لكأس العالم 2018، شهد رحيل مدربه الصربي الأسبق ميلوتين سيريدوفيتش في شهر سبتمبر من العام الجاري، بسبب عدم توافر الظروف المناسبة لتحقيق طموحه مع المنتخب الأفريقي.
إلا أن توجيه نظرة أكثر تفصيلًا حول واقع المنتخب الأوغندي والتحديات المقبلة التي يستعد لمواجهتها، قد تكشف عن أسباب مقنعة للمدرب الطموح لاتخاذ تلك الخطوة في التوقيت الحالي.
وإليك عزيزى القارىء 5 أسباب دفعت "ديسابر" للرحيل
1- فرصة مواتية للتأهل إلى كأس الأمم الأفريقية 2019
منح النظام الجديد لكأس الأمم الأفريقية بزيادة عدد المنتخبات المشاركة إلى 24 منتخبًا بدلًا من 16 فرصة قوية للمنتخب الأوغندي للتأهل إلى النهائيات التي من المقرر أن تحتضنها الكاميرون في صيف 2019.
ويلعب المنتخب الأوغندي إلى جانب منتخبات ليسوتو، تنزانيا وكاب فيردي في التصفيات المؤهلة للبطولة، ونجح في تصدر المجموعة بعد جولة وحيدة، بعدما حقق فوزًا هامًا خارج ملعبه على حساب منتخب كاب فيردي بهدف نظيف، مستفيدًا من تعادل منتخبي تنزانيا وليسوتو في الجولة ذاتها.
ويحتاج المنتخب الأوغندي تحت قيادة ديسابر إلى تأمين وصافة المجموعة في أسوأ الأحوال، لضمان التأهل إلى البطولة القارية، وهي المهمة التي لا تبدو صعبة في ظل تطور المنتخب الأوغندي مقارنة بمنتخبي ليسوتو وتنزانيا، بينما سيكون كاب فيردي هو المنافس الأبرز على إحدى بطاقتي التأهل.
2- كأس أمم أفريقيا للمحليين
نجح منتخب أوغندا في التأهل لنهائيات كأس الأمم الأفريقية للمحليين 2018، وهي البطولة التي ستنطلق في الأراضي المغربية في الثالث عشر من يناير المقبل، وتمثل التحدي الأول للمدرب الفرنسي خلال مشواره مع المنتخب الأوغندي.
ويلعب المنتخب الأوغندي في المجموعة الثانية إلى جانب منتخبات كوت ديفوار، زامبيا وناميبيا، مما يمنح ديسابر طموحًا كبيرًا في بداية مميزة لمشواره مع الأوغنديين، في حالة تجاوز تلك المجموعة الصعبة، والتقدم بعيدًا في البطولة، كما أن استضافة المغرب للبطولة سيمنحها أجواءً مميزة، في ظل بنية تحتية رياضية رفيعة المستوى وملاعب مميزة في الأراضي المغربية.
3- تجربة بدون ضغوط
حصل ديسابر على وعود من مسؤولي الاتحاد الأوغندي لكرة القدم بمنحه الفترة الكافية لإعداد المنتخب لنهائيات كأس الأمم الأفريقية 2019، وهو ما يعني أنه سيخوض منافسات كأس الأمم الأفريقية للمحليين بدون ضغوط، وسيحصل على الوقت الكافي لاكتشاف مواطن القوة والضعف والعمل على تطوير آداء لاعبيه.
كما يتمتع المدرب الفرنسي بدعم رفيع المستوى من وزير الرياضة الأوغندي، الذي ساهم في اختياره كمدرب لمنتخب بلاده، بعدما وضع الاتحاد الأوغندي لكرة القدم قائمة مختصرة ضمت 4 مرشحين بينهم ديسابر، لتستقر الآراء في النهاية على مدرب الإسماعيلي السابق بمشورة وزير الرياضة.
4- راتب استثنائي
أكدت تقارير أوغندية أن ديسابر سيحصل على 35 ألف دولار كراتب شهري، وهو ما يتجاوز ضعف ما كان يتقاضاه من إدارة الإسماعيلي، فيما مثل إغراءً ماديًا كبيرًا للمدرب الفرنسي.
كما يعد الراتب المرصود لسباستيان ديسابر استثنائيًا في تاريخ الكرة الأوغندية، حيث لم يعتد المديرون الفنيون للمنتخب صاحب التاريخ المتواضع على مثل تلك الأرقام، كما واجه عدد منهم أزمات متعلقة باستقرار الراتب.
5- منتخب "تحت الأضواء"
مشوار رائع قدمه المنتخب الأوغندي في التصفيات المؤهلة لكأس العالم 2018، نجح خلاله في المنافسة بجدية على التأهل للمونديال في واحدة من أبرز مفاجآت التصفيات الأفريقية، قبل أن يحسم المنتخب المصري بطاقة التأهل عن المجموعة التي ضمت إلى جوار المنتخبين كل من غانا والكونغو.
حل المنتخب الأوغندي وصيفًا في المجموعة برصيد 9 نقاط، وبفارق 4 نقاط خلف المنتخب المصري، ولم يخسر سوى في مواجهة وحيدة أمام المنتخب المصري، كما تفوق على المنتخب الغاني أحد أعرق المنتخبات الأفريقية، والذي حل في المركز الثالث برصيد 7 نقاط.
المشوار المميز للمنتخب الأوغندي صاحبه تأهل تاريخي لنهائيات كأس الأمم الأفريقية 2017، ورغم الخروج من الدور الأول إلا أن الأوغنديين تركوا بصمة طيبة في البطولة التي احتضنتها الجابون، مما وضع المنتخب الأوغندي تحت الأضواء، كأحد المنتخبات المتطورة في القارة السمراء، وهو ما يمنح حافزًا أكبر لديسابر لتحقيق طموحاته في الأراضي الأوغندية.